د. هبة جمال الدين الاستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية 
د. هبة جمال الدين الاستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية 


د. هبة جمال الدين تكتب: كيره والجن مقاومة شعب في وقتها

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 - 01:04 م

كتبت: د. هبة جمال الدين 

الاستعمار ام الاستحمار؟
المحتل والمقاومه؟
من المحتل هل هناك قوي استعماريه في هذا العصر؟
هل سيعود الاحتلال من جديد؟
هل المقاومه الشعبيه هي حائط الصد ضد المحتل؟
هل المحتل صديق أم سيظل هو العدو؟


تساؤلات كثيرة دارت في ذهني حينما شاهدت العمل الدرامي المميز كيرا والجن انتاج شركه سينرجي . فرغم تناوله لحقبة تاريخية بدأت بحادثه دنشواي ١٩٠٦ وانتهت بثوره يوليو ١٩٥٢، لكنه يخاطب الحاضر ، بل ويدحض مخططات المستقبل.

الفيلم جاء ليكرس مفهوم المقاومه الشعبية للمحتل، فالتاريخ مليء بالبطولات الشعبية ضد كل محتل غاشم الأمر الذي يخطط لوأده من قبل قوي الشر. فالمحتل الغاشم لابد من أن يتحول لصديق وصاحب بيت لا يجوز محاربته أو مقاومته، كحال الهويات الأحلاليه الجديدة التي يخطط أن تحل محل الهويه العربيه بل والوطنيه كالإبراهيميه مثلا وما صاحبها من مفاهيم مرفوضه تكرس لأخوه زائفه تنعت بالإنسانية كبديل عن أخوه أبناء الوطن ليدخل تحت طاوله الإنسانية المحتل  القاتل المجرم بل والصهيوني.

الغريب أن الفيلم لم يتعرض قط لدور الشرطه أو الجيش أو مؤسسات الدوله في مقاومه الطغاه المحتلين لارض الوطن وأنما كان المستهدف هو مقاومه الشعب. ليجيب علي تساؤل محير هل يمكننا التصدي للمستعمر هل بإمكانياتنا البسيطه يمكننا مجابهة الطغيان، هنا جاءت الإجابه مدوية نعم نستطيع والهدف دحض روح اليأس التي بدأت تدب في قلوب البعض فجاء العمل الدرامي ليؤكد أن المارد الشعبي يمكنه قهر المستعمر وطرد المحتل.

إلا أن السؤال هل هناك مستعمر الآن، ولماذا وصفت الفيلم بأنه يدحض مخططات المستقبل؟

المستعمر الوحيد الان في المنطقه هو الكيان الصهيونى الذي يهرول نحوه البعض ويمعن في إرضائه متناسين أله الاحتلال والهدم التي يمارسها ليل نهار في ثلاث دول عربيه "فلسطين وسوريا ولبنان" وتطاوله علي دول اخري بين الحين والأخر. وحلمه الدفين من النيل للفرات.

متناسين نزعه العنصريه التي تحركه واعتقاده الزائف أنه أعلي من الكون فهم كما يدعون خطأً شعب الله المختار ، وتطبيقات التمييز والعنصرية الواضحه في التعامل مع الاغيار بل واليهود من بني جلدتهم كيهود الفلاشا تذكروا سلمون تيكا الاسرائيلي من أصل أثيوبي الذي قتل بسبب لون بشرته. ناهيك عما يرتكب من تطهير عرقي في حق الشعب الفلسطيني المناضل.

وإن كان هذا هو المستعمر فماذا بشأن دحض مخططات المستقبل؛

ترسم مراكز الفكر الغربية مستقبل قاتم لنا جميعا ما بين تفتيت وتقسيم وترفع شعار سايكس بيكو الجديد، وتطالب عدد من مراكز الفكر الامريكيه بإعاده ترسيم حدود الوطن العربي تحت دعاوي عده "كتغير المناخ، الجينات، الطائفية ، اللهجات، نظريه العقرب ، التخوم الجغرافية ، الدوله الامنه، الامر الواقع، السياحه الدينيه وتدويل الأرض كمسار ابراهيم " 

والنتيجه موت الدول القوميه ونفوذ وسيطره جديده للمحتل الغاشم؛ الذي يتكرر في الطرح من قبل تلك المراكز الكيان الصهيوني بتنسيق أمريكي أو فرنسي بالنسبه للدول العربية التي مرت بخبره الاحتلال الفرنسي، أو إنجليزي، أو ألماني وفقا للمخططات الجديدة ،ولكن قائد المنطقه وكيل كافه المستعمرين هو الكيان الصهيونى كما يخططون ويزعمون.

ولكن كانت أليتهم في التقسيم والتفتيت هي الحشد السلمي والتعبئة السلمية الأمر الذي يضع المعادلة في قبضة الشعوب العربية .

فجاء الفيلم ليوقظ المارد العربي ويذكره بويلات المحتل الذي لم يعايشها البعض ونسيها البعض الاخر، مما دفع مجموعة من اللبنانين بعد ضرب مرفأ بيروت للمطالبة بعودة الانتداب الفرنسي، ولكن جاء الفيلم ليذكرهم بقتل المدنين العزل دون ذنب ومعاملتهم معاملة العبيد فيجب إذلالها وقهرهم وإجبارهم علي السخره  او البغاء ويؤكد أن المحتل ليس له صديق وظهر ذلك في تحول شخصيه الجن بالفيلم من تاجر في الكامب الانجليزي لمناضل بطل بعد قتل والده علي يد ضابط انجليزي.

وجاء ليؤكد أن الأصل الطيب غالب علي كل المتغيرات وعوامل التعرية التي قد تطرأ علي الشخصية المصرية الاصيله ، وهذا ما حدث مع شخصيه الجن التي جسدها الفنان احمد عز.
 

وفي المقابل كان الخائن الذي يتحول من مناضل لعميل باع اصدقائه ووطنه قبلهم، ويعكس ان الخائن مهم لدي المحتل فمن دونه لا يمكن اختراق صفوف الابطال والمقاومه ، ولكن مصيره واحد القتل ليلقي عقابه في الاخره جهنم وبئس المصير .

وجاء النصر في النهايه بثوره ٢٣ يوليو ليخرج الانجليز من مصر ليتذكر كل الشعوب العربيه أن المحتل واحد مهما اختلفت صوره فلا تضيعوا دماء الاباء والاجداد الحريه والاستقلال كنز سلموا لنا اجدادنا بعد نضال دامي دفعوا فيه النفيس والغالي أحموا أوطانكم مهما تعثرت فإذا ضاعت لا قدر الله كما يخططون الان لن يكن لنا مستقبل أو وجود فسلام المقابر هو ما يريده المحتل الذي لا يعمر وأنما يخرب ويدمر ويقتل ويفتك فالاستعمار هو استحمار كما علمنا اساتذتنا من قبل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة